العمل ... هل هو لِسدّ الحاجات ، و لكي نُلقي بأفواهِنا ما يُحافِظ على إستمراريتنا في هذه الدُّنيا !!
أم لكسب الأجر أيضا ؟؟
أم الإثنين معاً ؟!
كما جرت العادة ... صبيحة كل يوم أذهب لعملي بصحبة زميلي
إنتهينا من إستراحة الغداء ... و بقى القليل من الخُبز و الجُبن
سَمِعنا نُباح كلب حراسه ، فهو لم يأكل من البارحة
يقول أحدهم .. و كيف عرفت من يومين ؟؟؟
يبدو أنّ العاطفة غلبتنا و سارعنا إليه ، رمينا إليه قطعة خُبز ... عاينها و شمّها و لعقها ... لم تُستساغ له
جرّبنا الجُبن مع الخُبز فأكل منها ...
في اليوم التالي كررنا نفس العملية ، نفِذ ما عِندنا ، شفقتنا عليه جعلتنا نُجرّب شيء آخر
أحضرنا شاي ، و بللنا الخبز و رميناها
دُهشنا بما شاهدناه ... كانت بمثابة الوليمة له ، و بحركات ذيله و قفذه كان يُخبرنا بأن نرمي له المزيد ... فكان له ذلك
يقول آخر ... واو ،، إكتشفنا أن الكلب يحب الشاي
أذا كرما منك إن تَسقيه فنجان شاي صباحي ،، و تتناول معه أطراف حديث
يبدو أنّ رفاهية الأغنياء و شبعهم لصٌ مُحترِف ، سَرَقَ منهم الأحاسيس
و عندما وجدها لا تفيده ؛ ألقاها عند الفقير
ليَحِس بمُعاناة من هم في حالِه
لماذا يُعبّر بالتكبّر بـِــ ( رفع المناخير ) المُِنخار = أنف
هل للفقر رائحة ؟
يبدو أنّه فعلا للفقر رائحة ، تتمثل بدعواته المتتابعه لسِعة الرِّزق ، و إجتهاده من الصّباح حتى المساء لتحصيل لقمة عيشه و سد حاجاته
طيب
لماذا الأغنياء لا يشتمّون تلك الرائحة ؟!
أكاد أجزم أنّ بخة من عِطر العِفة كفيلة بتغطية رائحة الفقر
و إرتداء مِعطف القناعة يُحافِظ على إبقاء عبق العِطر
يطفو سؤال مِن أعماق بحر التّساؤلات و يلوّح بيده ، لأن الإجابة عليه تُنجيه من الغرق
فمتى غرِقَ سيبقى الحال على ما هو عليه
لماذا مات الإحساس بأن نستشعر بجوع الكلب ولا نُقدّر وفائه
أم لأنه حيوان ؟؟؟
هذا مِثال بسيط جداً
مجاعات و أمراض و ....
يُمكن أن نحتويها لو أمسكنا بالسّارِق و أعدنا المفقودات
فمن يتطوع بإمساك اللِص !
تطوع قلمي علّه يعمل عمل التّحرّي ليجمع الأدلة ، و البقية تقع على من يسمعه و يُذيب مشاعره ببوتقة محبة الغير .
لا أريد الإطالة أكثر
