هذه مقدمة لبيان خطورة هذا الأمر , وأن المرء لا ينبغي له التساهل فيه – خصوصاً أنه لا يجد من وراءها اللذة – إلا أنه دليلٌ على سفه العقل , وعظيم تسلط الشيطان على مثل هؤلاء .
أما قصة الإيميل فهي رسالة أعجبتني كثيراً أرسلها أحد المحبين على بريدي مفادها : أن أحد الإخوة أرسل رسالة بريد قد جمع فيها روابط نافعة من قرآن كريم , ومواقع لأحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام , ومواقع مفيدة , وطلب نشرها , لتكون صدقة جارية, يمتد أجرها إلى يوم القيامة ,لأحد الأخيار الذي وافتهم المنية في حادث مروري أليم واسمه " عادل " نعرفه جيدا ونشهد له بحسن الخلق , فشكرة لهؤلاء المحبين صنيعهم , وأحببت تسطير الشكر لهم هنا .
أيها القارئ الكريم
إن محبة الناس للمرء بُشرى معجلةٌ للمرء ولكنها لا تتيسر إلا لمن صدق في معاملته مع ربه , ومع الناس أجمعين , وأحسب أن " أخانا عادل " قد وُفق لهذا بأدائه لحق ربه وحُسن خلقه مع الناس , وتأمل في توفيق الله له بعد مماته كيف يسخر الله العباد لينفعوه مع أنه قد رحل من دنياه ولم يوص بذلك.
ولعلي أن أنقل هنا موقفين لإخينا الحبيب - غفر الله له - , حتى نعلم كيف يحفظ الله عبده ووليه , ولعل من لديه مواقف له أن يتحفنا بها هنا - :
أحدهما : أنه كان في ينبع فاتصل بوالدته كعادته , فقالت له : يا ولدي ليس عندنا خبز , فتخيل ما فعل هذا الابن البار, لعلك تقول : أنه اتصل بأحد أصحابه وقال له اشتر للوالدة خبزاً وأوصله لها . لا والله لم يفعل هذا , بل نزل من ينبع مسافة ثلاثمائة كيلو ذهاباً وعودة ليأتي لها بالخبز , برهاناً لمحبتها , ورغبةً في الأجر من الله تعالى , فليت شعري كيف هو برنا لأمهاتنا ؟
أما الموقف الثاني : فقد أخبرني به أحد قرابته أنه في يوم سفره كان آخر من ودع هي أمه الحنون فُقبل رأسها ويدها , ثم سافر وقدر الله له الحادث .
لقد كان نموذجاً للبر , وفعل الخير وحسن الخلق – غفر الله له - وجعلها مما ترفعه عند ربه .
وعوداً على بدء احرص أخي وأختي على ترك الأثر الطيب لكم بعد الممات , فالحياة والله قصيرة جداً , وكن عاقلاً باستخدام هذه التقنيات , وان عجزت عن فعل
الخير وركبت الشر فاجعله قاصراً عليك غير مجاهر به , فكل الأمة في عافية إلا المجاهرين