.. بينما أنت قابع في صومعتك ..
تلوح لك من بعيد
ملامح
أو شبه ملامح
لشخص مجهول
يطرق أبواب خلوتك
.. و تجد نفسك ..
دون أن تدري
تفتح له كل الأبواب
بل و تسلمه كل مفاتيحك
.. كيف لا ؟!! ..
و قد كنت كتابا مفتوحا
يقرؤه الجميع
و يتعلمون منه
فكّ رموز خريطتك
.. ليصلوا إليك ..
و يقتحمون أحشاءك
دون أن تُحِس
دون أن تشعر
.. أن جلدك يتمزّق ..
.. و تظلّ كما أنت ..
مُسالما
مُطاوعا للشخص المجهول
تُبرِم معه إتفاقية إخلاص
مدى العمر
و أنت لا تعي
أنها ليست إلا
إتفاقية استنزاف
.. حتى الموت ..
.. فأنت إنسان شفاف ..
و لم يخطر ببالك
أن شفافيتك
كانت هي نفسها
جسر العبور
لأعماق ذاتك
و منفذ الوصول
لكنز أعماقك
و يظل يُنهل من كنزك
رويدا رويدا
كي لا تشعر
.. و أنت ..
ما زلت غارقا في ملكوتك الأبيض
و لا تعلم
.. أن السواد كساه ..
و دنّسه
.. و فجأة ..
ترى دمك ينزف أمامك
يجري كنهر لا يتوقف
فتصحو
و تتضح لك كل الأمور
تحس بالألم
يعتريك الندم
ترى جلدك
.. قد تمزق ..
و شفافيتك
.. قد اُفرغت ..
و كنزك
.. قد سُلِب ..
.. و تُفاجأ أيضا ..
باكتساح السواد
.. لكن كل هذا ..
بعد فوات الأوان
.. و أنا في الحقيقة ..
تعتريني حيرة شديدة
هل كنت فعلا
لا تعلم كل ذلك
.. منذ البداية ؟؟!! ..
أم أنك
.. لم تكن تريد ..
أن تعلم ؟؟!!