االعيدين عند المسلمين
ما هو من المعلوم ، ثمة عيدان كبيران في الاسلام ، فاحدهما عيد رمضان وثانيهما عيد الاضحى . وان كلي العيدين يتمتعان باحتفالات متساوية من قبل مسلمي العالم جمعاء .
وان كان هناك اراء حول حدوث الحج ومراسم التضحية بعد ان تشكل الاسلام كدين ، كان ذلك موجودا في الفترة السابقة للاسلام ايضا وكانت القبائل العربية خلال فترة الجاهلية قبل الاسلام تأتي الكعبة من الاقاليم المجاورة للحج والتضحية .
كما يبين القرآن الكريم وجود مراسم التضحية في الاديان ما قبل الاسلام بشكل واضح ويقول المصحف ان اول من ضحى هما ابني آدم عليه السلام ، كما تنص عليه الاية الـ27 من سورة المائدة .
وان قلة المعلومات حول الاسلام قد تؤدي الى انتشار اراء مثل كون الاسلام دينا مناعا ومؤلفا من التحريمات فقط بين بعض المسلمين . ولو ننظر صفحات حياة النبي صلى الله عليه وسلم نشهد اشياء هامة للغاية . وكان رسول الله عز وجل اذا منع الناس من شيء قد اعطى بديلا اياهم ، مما يؤدي الى وجود بدائل محلة عوضا عن كل ممنوع بدون استثناء .
وفي بعض الاحيان ، يقوم من لا يعتزم على الحج بالتضحية الى جانب من يكون قد زار الحجاز . مع اننا نشهد حينا بعد اخر تضحية من لا يناسبه مقدار نسابه . وفي الاصل ، فان التضحية مفروضة على من هو في غنى ماليا ولا على الذين هم في صعوبات مالية كمثل عبادة الحج . فلذا ، من غير المستحسن القيام بالتضحية عبر اموال مقروضة . لان الاسلام وعلى وجه العموم ، كل الاديان السماوية ، أتى لتيسير الحياة ولا لتعسيرها .
وان كلمة التضحية تترجم الى الاذربيجانية بكلمة عربية اخرى وهي " قربان " ، اي الاقتراب والتقريب بالعربية الاصلية ، ومن الممكن من هذا المنطلق ، اعتبار هذا العيد كعيد اقتراب من الله تعالى . الا ان الاقتراب من الله ممكن بفضل الاخلاص الى الله المتعال ولا بعملية التضحية فقط . ولا شك في ان الله سبحانه وتعالى غني حميد عما نضحيه باسمه . كما تفيد الاية الشريفة الـ37 من سورة الحج ان الله تعالى لا تناله لا لحم ولا دم ما نحرناه .
ومن الممكن الاستنتاج من الاية والاخرى المشابهة اياها ، ان الله يأمرنا الى جانب التضحية وفي ضمنها بممارسة اعمال خيرية كما انها تشجع الناس الى اعمال خيرية صالحة .
ويذكر ان كل عمل خيري يعتبر بمثابة عبادة . ومن الصعيد الاخر ، جاء في القرآن اننا علينا ان نستبق الخيرات ، مما يدل على ان المسلم لا يقتصر مهامه على اداء الصلوات المفروضة والنوافل والصوم والحج والتضحية فقط ، بل والى جانب كل هذا ، عليه ان ينافس ويستبق الخيرات مأمورا به .
ومن الاعمال المستحسنة خلال ايام العيد وخاصة ايام عيد التضحية ان يكثر المسلم من ذكر الله تعالى ومد ايديه المساعدة الى من هو في حاجة اليها . فان كثيرا من الاحاديث النبوية تنص على ان ذكر الله كثيرا والتصدق من الاعمال الافضل .
وثمة عمل من الاعمال المستحسنة وهو صلة الرحم وزيارات الاقارب عشية العيد وخلال ايامه . فان الاسلام يعير بالغ الاهمية لصلة الرحم ويحذر من قطع الرحم بشكل صارم وسافر . كما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يزال يوصي بصلة الرحم وويضح ان قاطع الرحم لا يعتبر مسلما .
وملخصا ، يسعنا القول ان عيد التضحية فرصة لا للنحر فقط بل واستباق الخيرات والحث والتشجيع عليه ايضا .
[center]